الأحد، 16 سبتمبر 2012

حديث لماذا بكى رسولنا الكريم ؟



حديث لماذا بكى رسولنا الكريم ؟

عنوان الفتوى : من الأحاديث التي لا تصح نسبتها إلى سيد المرسلين

تاريخ الفتوى : 28 ربيع الأول 1425 / 18-05-2004



السؤال

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

ما صحة هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟

روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال:

جاء جبريل إلى النبي صلى

الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له

النبي صلى الله عليه وسلم: (( مالي أراك متغير اللون )) فقال:

يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها،

ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر

حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم ))

قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت،

ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت،

فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها .

والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا

عن آخرهم من حرّها ..

حذف من الوسط لطوله الشديد

وهو قوله تعالى: { رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} الحجر:2

*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( اذكروا من النار ما شئتم،

فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))

* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار ،

يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره

لهب النيران، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار

عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً))

* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية : {وَ إِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ

أَجْمَعِينَ } [ الحجر:43 ] ، وضع سلمان يده على رأسه و خرج هارباً ثلاثة

أيام ، لا يُقدر عليه حتى جيء به .


الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن يزيد الرقاشي متروك عند أهل العلم، فقد ضعفه شعبة كما قال الهيثمي

في المجمع، وضعفه ابن حبان في المجروحين، وضعفه ابن حجر وابن كثير.

وقد روى بعض فقرات الحديث الطبراني في الأوسط وضعف تلك الفقرة الهيثمي

في المجمع، والسيوطي في الدر المنثور.

قال الهيثمي: فيه سلام الطويل وهو مجمع على ضعفه، وقد نقل ابن عدي

في الكامل في ضعفاء الرجال عن أحمد وابن معين والنسائي أنهم ضعفوه

فالحمد لله حمدا كثيرا على أنه حديث ضعيف

ليس ثابتا عن محمد صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

إسلام ويب - مركز الفتوى - من الأحاديث التي لا تصح نسبتها إلى سيد ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الشيخ / عبدالله بن محمد زُقَـيْـل

الحديثُ بهذا اللفظِ ظاهرُ الكذبِ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم

ولو أن بعض ألفاظهِ قد جاءت في أحاديث صحيحةٍ ، ولنا معه وقفات :


الوقفةُ الأولى

من هو يزيدُ الرقاشي الراوي عن أنسِ بنِ مالك رضي اللهُ عنه ؟

وما هي حالهُ من جهةِ كلام أهلِ الجرحِ والتعديلِ فيه ؟

هو يزيدُ بنُ أبان الرَّقَاشي أبو عمرو البصري القاص من زهادِ البصرةِ .

وكلامُ أهلِ العلم فيه طويل ، من ذلك : قال البخاري : تكلم فيه شعبةُ .

وقال أبو طالب : سمعتُ أحمدَبنَ حنبل يقول "
لا يكتبُ حديث يزيد الرقاشي .

قلت له : فلم تُرك حديثهُ ، لهوى كان فيه ؟قال : لا ، ولكن كان منكر الحديثِ .

وقال : شعبةُ يحملُ عليه ، وكان قاصاً . وقال أبو حاتم : كان واعظاً بكاءً كثير


الروايةِ عن أنس بما فيه نظرٌ ، صاحبُ عبادةٍ ، وفي حديثهِ ضعفٌ .

وقد لخص ابنُ حبان الكلامَ فيه فقال : " كان من خيارِ عبادِ اللهِ من البكائين

في الخلواتِ والقائمين بالحقائق في السبراتِ ، ممن غفل عن صناعةِ

الحديثِ وحفظها ، واشتغل بالعبادةِ وأسبابها حتى كان يقلبُ كلامَ الحسن

فيجعله عن أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاجُ به ، فلا تحلُ الروايةُ

عنه إلا على سبيل التعجب " .




الوقفةُ الثانيةُ


الحديثُ بهذا السياقِ أوردهُ السمرقندي في " تنبيه الغافلين
"


وقد تكلم أهلُ العلم على الكتابِ . قال الإمام الذهبي في ترجمته في السير

(16/323) : صَاحبُ كِتَابِ (تنبيهِ الغَافلينَ) ... وَتَرُوجُ عَلَيْهِ الأَحَادِيثُ

الموضُوعَةُ .ا.هـ. أما كتابه " تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء

والمرسلين " الذي جاء الحديث المذكور فيه فقد انتقده أهل العلم نقدا شديدا

فالكتاب - أي " تنبيه الغافلين " - من مظان الأحاديث الموضوعة والمكذوبة

وإليك كلام أهل العلم في الكتاب لكي تكون أنت وغيرك على بينة من أمر

الكتاب . وهذه النقولات من كتاب " كتب حذر منها العلماء (2/198 -200) .




الوقفةُ الثالثةُ




الحديثُ ورد من طريقٍ آخر بلفظٍ مختصرٍ ، ونصهُ ( كتب في الأعلى )


أخرجهُ الطبراني في " الأوسط " (4840 – مجمع البحرين) ، وأورده العلامةُ

الألباني – رحمهُ اللهُ - في " الضعيفة " (1306 ، 4501) ،

وفي " ضعيف الترغيب والترهيب " (2125)

وحكم عليه بالوضعِ

في المواضعِ الثلاثةِ ، وفي سندهِ سلامُ الطويل وهو متهمٌ بالكذبِ .

والحديثُ فيه علةٌ أخرى ربما لم ينتبه لها الشيخُ ، أو أنهُ اكتفى بعلةِ

الكذابِ الذي في السندِ ، وهي علةٌ كافيةٌ لردِ الخبرِ ،

والعلةُ الثانيةُ الانقطاعُ بين عدي بنِ عدي الكندي وعمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه .

وأكتفي بهذه الوقفاتِ ،


وأسألُ اللهَ أن يرينا الحقَ حقاً ويرزقنا اتباعهُ ،

أن يرينا الباطلَ باطلاً ويرزقنا اجتنابهُ .

ومع حديثٍ آخر إن شاءَ اللهُ تعالى .

الشيخ / عبدالله بن محمد زُقَـيْـل
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق